العجوز المصفوع ونعش الكراهية

حدثان أثرا في الرأي العام، والحدثان فعلاً مؤثرين، الأول، حينما قام شخص بضرب رجل مسن بالقلم، والحدث الثاني حينما تم عقد جلسة عرفية بسبب إشاعة أن شاب مسيحي وفتاة مسلمة أرادا الهروب سويًا من خلال تهريب الفتاة في نعش إلى أمريكا، مما يعطي انطباع أن هذا الشاب هو جيمس بوند محافظة المنيا.

في الواقعة الأولى تحرك الرأي العام (مسلمين ومسيحيين)، فالحادث إنساني ليس له علاقة بالدين.

وفي الواقعة الثانية، تم تهجير الأسر من منزلها، وتغريمها مليون جنيه، بدون القانون. مما أدى لأن يثور الرأي العام القبطي فقط. بالرغم أنه أيضًا حدث إنساني.

قبل فترة، احترق فرح لمسيحيين، ومات العشرات، وامتلأت التعليقات على مواقع التواصل بالشماتة والفرح. يومها سألت نفسي:

  • كيف يمكن لإنسان أن يفرح في موت إنسان آخر؟
  • لماذا يتم تصنيف البعض بناء على الدين؟ وكأن كل شخص ليس من نفسك دينك هو شخص مكروه لك؟
  • لماذا نعتقد أن الله المليء بالحب والجمال، يريدنا أن نكره بعضنا البعض؟

يا عزيزي

حينما تكره شخص وتتمنى له الإيذاء لأنه مختلف معك في الدين فأنت لا تعبد الله، أنت تعبد إله الكراهية والقتل، وهذا ليس الله.

إذا كنت تعبد هذا الإله فهذا يعني أنك تعبد إله ضعيف، يريدك أن تقتل وتؤذي وتكره وتدمر بالنيابة عنه، وكأنه لا يستطيع أن يفعل شيء فيوكلك أنت لذلك؟

أما الإله الحقيقي — إله السلام — فهو الذي “يُشرق بشمسه على الأشرار والأبرار”، يعطي الحياة للجميع، لا ليستعبدهم بالخوف، بل ليمنحهم فرصة أن يعرفوه من خلال الحب، هذا الحب غير مشروط ودائم.

أحدث مشاركة

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top