هل الله موجود؟

لماذا لا يظهر الله ذاته لنا؟

لماذا لا يتدخل بصورة حقيقية في عالمنا؟

هو أعظم منا، يجب أن يتواصل هو معنا.

لماذا نضطر أن نصدق شيء غير مرئي وغير ملموس لنا؟

أسئلتك عزيزي/ عزيزتي، مشروعة جدًا، ذلك لأننا في كثير من مواقف الحياة المؤلمة، ننتظر أن تتدخل قوة عليا، تنقذنا.. حينما مرضنا انتظرنا هذه القوة، وحينما مرض أحبائنا انتظرنا تدخل هذه القوة، وحينما كنا في أشد الاحتياج انتظرنا تدخل هذه القوة..

البعض رأى تدخل الله في وقت الظلام..

والبعض خرج من التجربة والألم، وهو مقتنع أنه لا يوجد إله..

والبعض لمس بوضوح تدخل الله في تحدياته في مرحلة ما في حياته، وفي وقت آخر لم يراه، فاقتنع أنه غير موجود..

أصل الأشياء

في البداية وقبل سقوط الإنسان، خلقنا كمخلوقات روحية، لنا جسد مادي، نستطيع الشركة والتواصل مع الله في كل حين بالروح والنفس والجسد، لقد كانت طبيعتنا مختلفة، كانت نقية لدرجة لقاء دائم مع الله، لم يكن هناك حاجز من الخطية أو الشر الذي يفصل بيننا وبينا لله.

ولكن حينما سقط الإنسان، وتلوث بالخطية، انطفأت روحه، بل مات روحيًا، أصبح شخص مادي لا يستطيع أن يرى الله أو أن يتلامس معه. لذلك يمكنك القول بإننا نحن من انفصلنا عن الله وليس هو من انفصل عنا.

الخلاص

احتاج الإنسان لمن يستطيع أن ينقذه من ماديته ومن انغماسه في الخطية، لقد كان الجانب الغرائزي هو المتحكم في البشر، كان بعيد عن النور، فعاش يعاني من خطاياه ومن سيادة الشيطان على عالمه.

ولأجل هذا أظهر السيد المسيح، ليخلص الإنسان وليهدم أعمال الشيطان، ليشرق للعالم نور عظيم.

إرادة الله أن يتدخل في عالمنا، ولكنه خلقنا أحرار، يتدخل حينما نختاره هو، وحينما نضعه في مقدمة حياتنا، هو لا يفرض نفسه علينا. إن اخترته فسيكون موجود.

العبور إلى الروح

يقول السيد المسيح في إنجيل متى “طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعانون الله”، متى ٥: ٨

يمكنك أن ترى الله، يمكنك أن تكسر هذا الحاجز بين ما هو مادي وما هو روحي، بأن تدع الله يتلامس مع أعماق قلبك، بأن تدعه لكي يحي روحك، بأن تعطيه الفرصة لينقيك، بأن تعرفه فتتأكد أنه إله صالح دائمًا، ولديه مشيئة صالحة لحياتك.

المقال القادم

أين الله من هذا الشر العظيم في عالمنا؟

أحدث مشاركة

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top