رأيته لأول مرة في لجنة الامتحان…
كان ضخم الجثة، حاد النظرات، يجلس خلفي مباشرة.
وبنبرة تهديد قال لي:
“لو ما ساعدتنيش في الامتحان… هستناك برا!”
استجمعت قواي وقلت له بكل صرامة، “مش بغشش حد..”.
انتظرني بعد الامتحان ليضربني، ولكن تدخل الكثير من الزملاء وصرفوه بصعوبة بالغة، لقد شعر أنني سبب فشله في الامتحان لأني لم أسمح له بالغش..
هذه الحادثة مر عليها أكثر من خمسة وعشرون سنة. وقد تكررت بصورة أخرى اليوم مع المدرسة التي لم تسمح للطلاب بالغش فتهجم عليها أهالي الطلاب ليضربوها ويهينوها..
لك أن تتخيل أن أسباب حوادث الطرق والتي بسببها يموت الكثيرين، مرتبطة بحوادث الغش هذه.
فالغش في صناعة الطرق يؤدي للموت..
الغش في الحصول على رخص القيادة يؤدي للموت..
الغش في الحصول على الشهادات العلمية يؤدي للموت..
وحينما نغش نظن أننا استطعنا أن نكون أكثر ذكاء وفهلوة من الآخرين..
ونصدم حينما نكون نحن الضحايا..
قد نستطيع أن نغش الناس بعض الوقت، ولكن هناك قانون إلهي ينطبق على الجميع “ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا”
