السبب الحقيقي لأكبر مشاكلنا في العمل

بل أيضًا إن أكبر مشاكلنا في الحياة لنفس السبب، وهو الكلام، فحينما نعجز عن ترويض ألسنتنا فتصدر عنا الكلمات الهدامة أو النميمة أو الأحكام على الزملاء والمديرين والإدارة.

عادة ما تكون النميمة نتيجة طبيعية للفراغ: فراغ الشخصية، أو فراغ الوقت..

وفي مجتمع العمل غالبًا ما نجد ثلاثة أنواع من الشخصيات هي:

النوع الأول: وهو مصدر الأخبار، ويقوم بنقلها ونشرها، وأحيانًا يقوم بتسخين الخبر وإضافة بعض الاستنتاجات والتوقعات، واستخدام المصطلحات المثيرة التي تصبح حقائق مع كثرة تداولها. هذه الشخصية هي القناة الفعالة لتبادل الأخبار وبثها واختيار عناوين جذابة لها.

النوع الثاني: هو مستقبل الأخبار، ولا يقوم بنقلها، ولكنه يحاول التأكد من صحة هذه الأخبار فهو يسمع ويرى، لكنه لا يتكلم.

النوع الثالث: هو الذي لا يهتم بما يدور حوله من أخبار ومعارك. ولكنه يحاول التركيز في عمله، وغالبًا ما يكون شخصًا محبوبًا من الآخرين. والشخص النمام – أحيانًا – لا يعلم خطورة الكلمات الخارجة من فمه فهو كمن يمسك سلاح ويضرب به في كل اتجاه، فيصيب من حوله بأضرار بالغة.. وأذكر قول أحد المفكرين “استخدام الكلمات كما يستخدم المال”.

تأثير الكلمة البناءة

إذا كنت تبغي التأثير في الآخرين والفوز بتأييدهم لك، فاستخدم قوة الكلمات الخارجة من فمك للبناء. درب لسانك على استخدام المصطلحات البناءة والمشجعة ولأنه من داخل القلب ينطق الفم، فأملأ عقلك بهذه الكلمات البناءة وانطق بها.

وكلمات تصرف الغضب:

فهناك كلمات تكون مثل الوقود في لحظة اشتعال الحريق، وهناك كلمات تكون مثل المياه التي تطفئ الغضب وبشكل عام نحن نتعرض للكلمات التي تثير الغضب في العمل وفي الشارع وفي وسائل المواصلات وفي المنزل..

يظن الكثيرون أن الكلمات اللينة الهادئة ضعف أو خوف، ولكن لو بحثنا داخل النفس البشرية لوجدنا أن هذه الكلمات

لا تخرج من النفوس الضعيفة، ولكن منبعها هو النفس الحكيمة القادرة على ضبط لسانها. 

قوة التشجيع والحب:

في الحروب والمعارك تتردد صيحات الانتصار بصوت عال جدًا، فيمتلئ الجميع بالحماس والقوة. فهذه الكلمات تزيد

القوة، وفي موقعة العمل ردد لنفسك صيحات التشجيع، قلها بصوت عال، وأكد لنفسك أنك ستنجح، وأنك قوي، قلها واجعل أذنيك تسمعانها فالتشجيع يطلق الطاقات الإبداعية فيك وفي من حولك.

والتشجيع لا ينبع إلا من النفس التي تعلمت أن تحب، فالتشجيع منبعه الحب والتشجيع بدون حب يسمى «نفاقًا» لأنـه لا يعكس ما بداخلنا. فالتشجيع هو الكلمات الصادرة منا عن اقتناع، فالتشجيع هو أحد فنون التعبير عن الحب والاحترام.

 

تكلم عن نفسك بطريقة مختلفة

إذا كانت لغتك عن نفسك بها تعنيف أو إدانة أو شعور بضعف، فذلك لأن لغتك سلبية، قل لنفسك في صباح كل يوم جديد أنا قوي.. أنا ناجح.. أنا مؤثر.. أنا محبوب من الله ومن الناس.. إلخ

كما ترى نفسك، وكما تفكر فيها وتتحدث عنها، هكذا أنت..

 

أحدث مشاركة

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top