القيادة ليست منصبًا نحاول الوصول إليه!! ولكنها في معناها الحقيقي هي القدرة على التأثير في الآخرين، والفوز باحترامهم. والقائد هو قدوة تجعل الآخرين يحتذون به.. حتى لو كان في مرتبة أقل منهم وظيفيًا.
قوة الشخصية قاطرة القيادة
قوة الشخصية ليست هي أن تجعل الناس تخاف منك.. ولكن قوة الشخصية هي أن يحبك الآخرون ويكنون لك الاحترام.
وقوة الشخصية هي المحرك الأول للقيادة، وهي التي تجعلك قادرًا على السير إلى الأمام. وقوة الشخصية هي أن يكون الفرد ذا مبادى ثابتة وقوية، له فلسفته في الحياة، ويعرف جيدًا قدر نفسه، ويقبلها، ويعرف قدر الآخرين ويقبلهم. مما يجعله يتمتع بالقبول والحميمية من زملائه..
ولكنك قد تحتاج أن تيقظ القوة الكامنة بداخلك، والتي أعطاها الله لكل أفراد الجنس البشري..
يقول أحد المفكرين: «لن أنسى أبدأ اليوم الذي ضقت فيه بإهمال الآخرين وعدم اهتمامهم بي. فقد كنت أشعر بأني مهمل، وغير مؤثر في وسط زملائي. ومن هنا عزمت أن أغير من نفسي، ونظرت في المرآة وقلت: لماذا أشعر بكل هذا الضعف أمام نفسي؟!
ولماذا أبغضها؟! لماذا أشعر بالضآلة عندما أقارن نفسي بالآخرين؟
شعرت أن الطريق لتغيير هذا الموقف هو أن أطلق قوتي الداخلية لكي أحقق احلامي في عملي وكل شيء.. وكان يجب عليّ أن أغير من طريقة تفكيري عن نفسي وأحبها وأقبلها كما هي.. وبعد ذلك تغيرت كل الأوضاع.. كانت النتائج مذهلة.. أصبح الجميع يريدون أن يروا جميع الأمور بطريقتي، لأنهم يثقون في. حتى لو كنت لا أعرفهم هذه القوة هي الثقة بالنفس والإيمان بها.. الثقة في أنها بين يد القدير الذي يصنع كل شيء لصالحك..”.
قد تكون القوة الكامنة فيك مقيدة بالأفكار والخبرات والمعتقدات الخاطئة عن نفسك، هذه القوة تستطيع أن تطلقها إذا طردت الأفكار السلبية عن نفسك، وملأت ذهنك بالأفكار الإيجابية، وقد تحتاج أن تقول لنفسك بعض الكلمات التي تملأك بالتشجيع قلها لنفسك في بداية كل يوم.. لا تقلها مرة واحدة لكن إذا كنت تشعر بأنك ضعيف، ردد في داخلك أو بصوت مسموع حتى تمتلئ حواسك بها..
الفائزون دائمًا
يرى البعض أن مجال العمل عبارة عن فائزين وخاسرين، وعليه دائمًا أن يحاول الربح في المنافسة، أو المنافسة على مكانة معينة أو درجة وظيفية.
تقول ماري فرنسيس التي تعمل في مجال التدريب على الإدارة “إن الناس يسألون: هل هناك أكسير سحري يجعل من الأفراد
زعماء؟ والجواب هو نعم! يوجد فعلًا هذا الاكسير السحري، لا يتمثل في أنك إذا اتبعت في تعاملاتك مع الناس مبدأ الخاسر والفائز فإنهم سوف ينصرفون عنك، ولكنك إذا اتبعت مبدأ أن الجميع فائزون، فإنهم سوف ينجذبون إليك، بل ستكون في أعينهم قائدًا! هذا الاكسير السحري.
ولكي تستطيع أن تؤثر في الآخرين وتقودهم، عليك بالآتي:
- شارك الآخرين برأيك، فقد أثبتت الدراسات في مجال العمل أن الأفراد الذين يشاركون في الرأي يكونون أكثر نجاحًا في العمل أكثر الذين يظنون أنهم على دراية بكل الأمور، وأنهم ليسوا محتاجين لمشورة الآخرين.
- تعلم فن الإصغاء وأعطِ الآخرين الشعور بأنك تركز معهم ومنتبه لما يقولونه، وانظر إلى من يتحدث معك في عينيه لأن هذا يعطي الشعور بالثقة بين الطرفين، وبأنك تركز معه فعلاً، ولا تكن مندفعًا، واختر الوقت المناسب للكلام.
- تدرب على فن اتخاذ القرارات السليمة.
- تحلّ بروح المرح والكياسة، لأن جميل الروح، يكون قريبًا من القلوب.
- ابحث على المسئولية، واثبت لغيرك أنك قادر على تحملها.. فإن ذلك سيعطيك خبرات إدارية جديدة، وثقة بالنفس، وسيجعل رؤساءك يثقون اليك.
- تدرب على سرعة البديهة..
- قد يكون السكوت أبلغ من كل كلام، فتدرب على اختيار وقت الكلام.
- تدرب على اختيار المفردات غير الجارحة، بل كن من لبقًا في حديثك، فتعرف أن تعبر عن نفسك بدون أن تجرح أحدًا، لأن اللباقة من أهم سمات القادة.
- الاعتراف بالخطأ لا يقلل من قدرك، بل يقودك إلى الاتجاه الصحيح.
- استخدم إمكاناتك وطورها.. طور من شخصيتك وعالج نقاط الضعف التي فيك..
- اقرأ كثيرًا في مختلف المجالات، فتزداد نضجًا وثقة بالنفس وقدرة على الحكم على الأمور في مختلف المواقف.
- امتلك رؤية وهدفًا لعملك ومستقبلك، فوجود هدف أمر غاية في الأهمية، يجعلك قادرًا على السير في اتجاه واضح.
- انظر لكل يوم على أنه فرصة جديدة لتحقيق النجاح والتطور.
العقل القيادي
يقول إينشتين: “إننا نستخدم جزءًا صغيرًا جدًا من طاقتنا الفكرية، وإننا نحتاج للكثير من التدريب والمعرفة لتنشيط عقولنا”.
العقل الخلاق هو العقل دائم التفكير والاجتهاد، وهو الذي يأتي بأفكار جديدة وحلول مبتكرة.
فعندما يعجز الجميع عن وضع الحلول، نجد أن صاحب العقل القيادي والخلاق يمتلك أفضل الحلول والاقتراحات.
هذا العقل الخلاق يضيف حياة إلى عملك وعلاقاتك، ويجعل منهما متعة. فهو يجعلك متميزًا.