نعم أحبه.. من حوالي ثلاث سنوات التحقت بالعمل في إحدى شركات الشحن الكبرى، وهناك قابلت زميلي (فلان)، اعتدت على رؤيته طوال هذه المدة، فنحن نعمل في نفس المكتب، وبدأت أشعر أن غيابه عن العمل يضايقني، إلى أن اكتشفت حقيقة مشاعري تجاهه وبأني أحبه خاصة حينما عملت معنا في نفس القسم زميلة جديدة جميلة وجذابة..
وقد أخذ على عاتقه أن يقوم بتوجيهها في أمور العمل المختلفة، وفوجئت بأن هناك أفكارًا كثيرة تدور بذهني، ومشاعر الغيرة تلتهب في قلبي، فقد يكون قد أعجب بها أو أنه يفكر في الزواج بها ..
أنا أحب زميلي وهو لا يشعر بي، فأحيانًا أعتقد أنه يحبني، وأحيانًا أشعر أنه يعاملني كمجرد زميلة له، فهو يتعامل مع الجميع بطريقة رائعة كما أنه محبوب من الجميع..
حب من طرف واحد:
هذه مشكلة قد تواجه عددًا من الفتيات العاملات اللواتي يجمعهن عملهن بزملاء من الشباب، ويجدن أنفسهن في حالة إعجاب، ولا يعرفن أن ما يشعرن به هو إعجاب أم تعود، وإلى أين تقودهن هذه المشاعر..
الحب من طرف واحد دمار لهذا الطرف إذ يجعل كل حياته تدور حول سؤال محيّر، وهو، هل سأرتبط يومًا بهذا الشخص؟ هل يحبني كما أحبه ويخشى مصارحتي؟ هل يفكر في كما أفكر فيه؟
وبسبب ذلك توهم الفتاة نفسها بأن زميلها يحبها، وتفسر كل تصرفاته على أنها حب مبطن ولديه ما يمنعه من الاعتراف به.
فتعيش في عالم موازي من الأوهام، وتؤدي هذه الأوهام إلى..
- ضعف التركيز بشكل عام، وبشكل خاص في العمل، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان العمل.
- الانطواء نسبيًا على هذا الشخص.
- إقحام النفس ومحاولة إرضاءه.
- التوقع بأن يبادلها الشاب نفس المعاملة التي تعامله بها.
الواقع يفرض نفسه:
قد تطول الأيام في هذا الحلم الجميل، ولكن في النهاية، الواقع يفرض نفسه من خلال صدمات خفيفة، أو من خلال صدمة نهائية. فقد تكون الصدمات الصغيرة هي عبارة عن تجاهل الشاب لهذه الفتاة، أو توطيد علاقته بأخرى…
وقد تكون الصدمة نهائية كأن يرتبط الشاب بفتاة أخرى، أو أن يترك العمل، أو أن يوضح لها بشكل أو بآخر أنه لا ينوي الارتباط بها، أو تكتشف الفتاة أن هذا الشاب يحاول أن يجذبها إليه بدون أي نية في الزواج منها.. فتكون هذه الصدمات هي بوابة الدخول إلى أرض الواقع.
قبول الواقع
في البداية يكون الأمر مؤلمًا، ولكن الخروج من هذه الدائرة أمر رائع، فلا نستهلك مشاعرنا في حب من طرف واحد.
كيف تنفصلي عنه؟
- حاولي تقليل كلامك معه، اجعلي علاقتك به في أضيق نطاق، أي في نطاق العمل فقط..
- ابحثي عن شيء يملأ فراغك مثلًا، قومى ببناء علاقات جديدة، أو قومي بتوطيد علاقاتك القديمة، أو ابحثي عن هدف للفترة القادمة، وقد يكون هذا الهدف مثلًا هو أن تطوري نفسك في مجال عملك تطويرًا شاملًا.
- تقبلي نفسك ومشاعرك، فالحب شيء جميل، ولكن هذا الحب لا يجب أن يكون سوى لشخص واحد فقط، وله وحده طوال العمر. وتأكدي أن الكثيرات ممن حولك لهن تجارب متشابهة مع الحب. ولذلك فلا تعنفي نفسك، فأنت لم تخطئي في شيء.
بين الانفتاح والحب
الحب يضفي جمالًا على العلاقات في العمل، فافتحي قلبك، وكوني قريبة للجميع، ولا تنغلقي على أحد، فالانغلاق يجعل المشاعر متعطشة لشخص ما يملؤها. أما الانفتاح فهو أن تتعاملي بحب واحترام مع كل من حولك، وستكتشفين أن الجميع سيبادلونك نفس الحب. ومن هنا سيصبح مكان عملك جميلًا وممتعًا.
أخيرًا، في كل حين، نحتاج أن نأتي بقلوبنا ومشاعرنا إلى الله، الذي يستطيع أن يداويها من كل جروحها، حتى لو كانت هذه الجروح قديمة، فهو قادر على أن يصل إلى أعماق قلبك، وقادر على أن يلمسها بمحبته الشافية.
إذا احتجت للمساعدة تواصلي معنا عبر الوسائل التالية: