- “زوجتي تخنقني بغيرتها”
- ” زوجي يغار عليّ بجنون ”
- ما علاقة الغيرة بالشعور بالنقص؟
- وللغيرة فوائد…!
- كيف تتعامل مع مشاعر الغيرة؟
ما نوع غيرتك على شريك حياتك؟
الغيرة عاطفة إنسانية طبيعية، ويصفها المتخصصون بأنها يمكن أن تفيد صاحبها، أو تضره، وقد تهدم حياته.
عندما تغار الزوجة على زوجها غيرة صحية وطبيعية، وبلا شكوك فهذه الغيرة مقبولة، ومعظم الأزواج يستريحون لهذه الغيرة، إذ تشعرهم بأنهم الأهم في حياة زوجاتهم، كما تشعرهم بالثقة في النفس.
فأحيانًا يكون للغيرة فائدة، فعندما ترى الزوجة التي لا تهتم بأناقتها، أو بجمالها، أن زوجها يطري أناقة إحدى الصديقات أو القريبات – بطريقة مهذبة، وغير مؤلمة للمشاعر، فإنها تبدأ في الاهتمام بنفسها، وبأناقتها لتحظى بإعجاب زوجها وبفخره بها.
أما إذا صاحب الغيرة؛ شك، وتقييد للحرية، ومحاصرة شريك الحياة بأسئلة، وباستجوابات كلما تحدث، أو ابتسم، أو حتى شرد بذهنه؛ فهذه هي الغيرة المرضية التي يمكن أن تهدم حياة الزوجين.
الغيرة.. أسباب أو أوهام!
– الغيرة نتيجة الحب بطريقة غير سوية، والذي يطلق عليه علماء النفس، حب الاستحواذ، أو حب التملك، فشريك الحياة يتعامل مع شريكه وكأنه “شيء” يمتلكه، فإذا تكلم فيجب أن يكون الكلام معه فقط، وإذا ابتسم، يجب أن تكون هذه الابتسامة له فقط.. وهكذا يسيطر الزوج أو الزوجة الغيور على زوجته بطريقة تشل تفكيرها وحركتها، ورغم هذا السلوك، فإن الزوج يظل يغار على زوجته، وقد تتطور الغيرة إلى شك لأنه لا يجد من يكبح تفكيره المريض.
– الغيرة من شريك الحياة نتيجة الشعور بالنقص، ويشعر بها الزوج (أو الزوجة) نتيجة إحساسه بالنقص، أو بأنه أقل من زوجته، مثلًا: من ناحية الدرجة العلمية، أو الحالة المادية، أو الحالة الاجتماعية، أو غيرها من الأسباب. فيظل الزوج يغار من زوجته، ويرثي لنفسه، فلا يستطيع التكيف مع ظروفه، وفي الوقت نفسه لا يستطيع التغلب على النقص الذي يشعر به.
ويجب على الزوجة (أو الزوج) في هذه الحالة أن تحاول أن تقترب من مشاعر زوجها، وأن تطمئنه إلى أن هذا الشعور أو هذه الغيرة لا محل لها، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن ينقص من أهميته لديها، وبأن هدفهما واحد وهو الحفاظ على حياتهما الزوجية.
– الغيرة لأسباب: كالزوجة (أو الزوج) التي يسعدها أن تكون محط أنظار واهتمام من حولها، فتبالغ في زينتها ومظهرها حتى تثير انتباه الآخرين وإعجابهم مما يشعرها بأنها مهمة أو جميلة أو مرغوبة. رغم أنها في الواقع تفتقد أشياء كثيرة في داخلها، وأولها الثقة بالنفس، أو ثقتها في حب زوجها لها، وتقديره لدورها، ورغم إخلاص هذه الزوجة لزوجها، وحبها له، إلا أن إحساسها وسعادتها بنفسها لا تكتمل إلا بلفت نظر الآخرين إليها، وهو ما قد يسبب غيرة الزوج عليها، ونشوء المشكلات والخلافات بينهما.
بعض الأزواج، قد يتصرف بقصد، أو عن غير قصد تصرفات تثير غضب زوجته وغيرتها، إذ يثني، ويطري جمال أو أناقة كل امرأة يقابلها بطريقة مبالغ فيها. ومما يزيد المشكلة بين الزوجين، أن الزوج لا يعترف بأن سلوكه هذا أمر غير سوي، وغير طبيعي، بل يظن أن المشكلة الحقيقية هي غيرة زوجته عليه بصورة مبالغ فيها!
- كيف تتعامل مع مشاعر الغيرة؟
– إذا كانت أسباب الغيرة لديك، هي أوهام في ذهنك أنت فقط، فأنت وحدك صاحب القرار للتغلب عليها، فإذا أيقنت أنها يمكن أن تهدم حياتك وحياة شريك حياتك، فهذه تعتبر الخطوة الأولى نحو مقاومة مشاعر الغيرة لديك.. أطلب عونًا من الله ليساعدك على تغيير نظرتك نحو شريك حياتك، من الشك والغيرة، إلى الاطمئنان، والشعور بالأمان والثقة فيه.
– لا تلق باللوم على شريك حياتك، قبل أن تعرف بالضبط حقيقة مشاعرك وغيرتك، وهل لها أساس أم لا؟
تكلم بصراحة مع زوجتك (زوجك) حتى تعرف – بالضبط نواحي القصور، أو الخطأ في حياتكما، وأسباب الغيرة أو الشك بينكما. فقد تكون أنت الذي تدفعه لهذا السلوك دون أن تدري، أو قد يكون نتيجة لغيرة أو شك في شريك حياتك تجاه كل الناس، وليس تجاهك انت فقط. وفي هذه الحالة يجب التحدث مع متخصص نفسي لمساعدتكما على عبور هذه الأزمة.
لا تشعر باليأس، أو بأن الكلام ليس له فائدة، فالكلام والحوار بينكما يخرج مشاعركما وأحاسيسكما إلى النور، فيعرف كل منكما كيف يفكر الآخر، وبماذا يشعر، فلا يظل الأمر مبهمًا أو غامضًا، وبذلك يمكن الوصول لعلاج هذه الغيرة بطريقة مرضية لكما معا.
الجأ إلى الله سبحانه، ليعينك، ويفتح بصيرتك، ويمنحك الحكمة، ويعطي شريك حياتك القبول والانفتاح لك ولكلامك، فتصفو النفوس، وتهدأ مشاعر الغيرة، ويحل محلها الحب والثقة.