حكى رجل عجوز وحكيم قصتة، كان يعيش في لبنان، ونظرًا لأنه يعيش في لبنان، وهي بلد عربي بها هامش من الحرية الدينية، قرر أن يعتنق الأديان كلها ليعرف أي طريق منها يؤدي إلى الله.
وقد اعتمد في تقييمه على أن الدين الذي سيجد فيه تواصل بينه وبين الله سيكون هذا الدين هو طريق الله.
اعتنق الحكيم هذا كل الأديان، ولكنه لم يجد الله، وجد في بعضها بعض اللمسات الجميلة، وبعضها كانت مليئة بالقيم الإنسانية الجميلة، وكان متردد بشأن بعضها، فقرر أن يحاول محاولة أخيرة، لعله يجد ما يبغاه، أن يذهب للأديان الشرقية الروحية، وقد بحث فيها، فوجد أيضًا بعض الأفكار والممارسات التي أعجبته، ولكنها ليست هي الله.
يومًا ما وقت غروب الشمس، وفي أعلى جبال بيروت الساحرة، كان يتمدد العجوز على (الهاماك) وهو عبارة عن قطعة من القماش أو الشبك يتم ربطها بين شجرتين والنوم عليها أو التمدد للتأمل أو القراءة، كان يستمتع بالاهتزازات البسيطة التي تحدثها الهامامك مع متعة الطبيعة والقراءة ونسمات الهواء المنعشة، كان يقرأ قصة “الخيميائي” لباولو كويلو.
تحكي القصة أن شخص ما ذهب يبحث عن كنز، وبعد أن سافر كثيرًا، اكتشف أن هذا الكنز كان تحت الشجرة التي في كنيسته.
وهنا قفز من مكانه، ونظر إلى السماء بسحبها البيضاء وخلفيتها الزرقاء الجميلة، وقال كيف كنت أبحث عنك في كل مكان وأنت هنا وتسمعني. إن حضورك يملأ الكون.
شعر أن السماء وكأنها تسمع له، وأن الله التقى معه، نسى نفسه ونسى الزمن وكل شيء، شعر بسلام وحب عجيبين يغمرانه، شعر وكأنه في عالم آخر، وقال في نفسه، نعم هذا هو الله. كانت الدموع تغمر عينه، وكأنه التقى بشخص كان يفتقد وجوده لسنوات طويلة..
ظل يردد في نفسه، نعم هذا هو.. نعم هو من كنت أبحث عنه.. هو ليس دين، هو إله حقيقي وحي.
البحث عن الغاية العظمى
اكتشف هذا الحكيم ما هو هام جدًا، أن الغاية ليس الدين، ولكنه الله، الذي هو قبل كل الأديان والمعتقدات والقواعد التي تحيط بنا في كل مكان.
لقد بدأ يفكر، ما هو المعتقد الذي يتشابه مع هذا الحب العجيب الذي لمس قلبي؟
إنه الحب، الفرح، السلام، الجمال، الغفران.. لا يمكن أن يكون غير ذلك..