أنا فتاة في سن المراهقة، طالبة في الصف الثالث الثانوي. عندي مشكلتان.
الأولى، تتعلق بأسرتي. فأنا أشعر كأنني غريبة في بيتي، لا أحس بالانتماء أو بالحب أو بالاهتمام، بل على العكس، أشعر بالتسلط المبالغ فيه، إلى الدرجة التي لا أستطيع فيها أن أحتفظ بأسراري في أي مكان خاص، لأنني أفاجأ بأن هذا المكان قد تم تفتيشه – فوالدي مثلًا قد قرأ الأجندة، الخاصة بي، بدون علمي.
وعندما قرأ أبي أجندتي الخاصة، عرف موضوع مشكلتي الثانية: وهو حبي لأستاذي الذي ارتبطت به عاطفيًا لمدة عامين متتاليين في المدرسة وفي الدرس الخصوصي.
أنا أعرف أنني في سن المراهقة، لذلك كنت متأكدة أنني سوف أنساه على أية حال عندما يغيب عن عيني. لكن العكس هو الذي حدث، فأنا لم أستطع أن أنساه للحظة واحدة طوال شهور الإجازة الصيفية. وفي هذا العام، أريد أن أخذ درسًا خصوصيًا في مادته، لكنني لا أجرؤ أن أفاتح والدي في أخذ الدرس عند هذا المدرس بالذات، كما أننى لا أستطيع متابعة هذه المادة طوال العام بمفردي.
وما يؤلمني حقًا، هو أنه بالرغم من كل هذا الحب لأستاذي، فهو لا يشعر بي، بل ويعاملني معاملة كلها جفاء.
فماذا أفعل، وكيف أواجه نظرات أبي المؤلمة، وكيف أتحمل صمته، وعدم حديثه معي؟